حتى تشرق علاقاتنا ضياء

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للإنسان أحبابٌ
أحبابٌ جمة
والقلب يصطفي منهم الخليل وإن وفقه الله تعالى إلى الخير، فهو للخيّر منهم وإن هداه إلى غيرذلك، فذلك لخيرةٍ يعلمها الله

وكما قال الخليل ابن أحمد:

تكثّر من الإخوان مااستطعت إنهم بطونٌ إذا استنجدتهـم وظهـورُ
ومابكثيـرٍ ألـفُ خـلٍ لعاقـل ٍوإن عـدوًا واحـدًا لكثـيـرُ

حينما نحتاج لأحدهم ولا نجده، سنتلقى إشارةً من العقل قبل القلب بالمبادرة للآخر
حتى وإن كان أقل أسرارًا وأخفَّ وقعًا

والمرارة حينما لايعلم – أو لايود أن يقتنع – الصاحبُ من هو لدى الذي يكن لهُ المراتب العالية من المحبة، رغم كثرة تردد الحَسَن على لسان الآخر
ومن وجهة نظري أعتبره نقصان، ومفتاحٌ أول للتفريط

ولا أجد أبياتًا تنصح كما نصح ابن المقري حين قال:

وأجزُ الناس من قد ضاع من يـده صديقُ ودٍ فلـم يـردده بالحيـل
استصفِ خلَّك وستخلصه أحسنُ من تبديل خلٍّ وكيف الأمـن بالبـدلِ؟

وماأجمل الصديق حين يحتمل مايتنفسه خليله من غضب وكدر!
فليس بصدوقٍ إن لم يكن منه غير ذلك
وماأعذبه من شعورٍ؛ حينما تكتشف أن صديقكَ يحاولُ اكتشاف ذاته فيك فيبدأ التمرس على شيء جديد لضحكاتك، وقديمٍ في قلبك

غايظ صديقك تكشف عن ضمائره وتهتك الستر عن محجوب أسـرار
فالعود ينبيك عن مكنـون باطنـه دخانه حين تلقيـه علـى النـار

في نهاية قولي، أوصيكم بالتأني والتروي في اختيار من ربما ستقع كراهيته فيك قبل أن يتملك قلبك

ولانكن كمن قال الله تعالى فيهم: { ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانًا خليلًا } [ الفرقان 28 ]
ولانتبع الهوى في كل مرة تجرنا القلوب إلى من نستحسن ظاهره ولا ندري ماباطنه

صَحِبتُكَ إذ عيني عليها غشاوةٌ فلما انجلت قطّعتُ نفسي ألومها

وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى في الدنيا والآخرة

 


المقالة السابقة
المقالة التالية
أضف تعليق

4 تعليقات

  1. أسماء العميرة

     /  3 جانفي 2011

    تكثّر من الإخوان مااستطعت إنهم بطونٌ إذا استنجدتهـم وظهـورُ
    ومابكثيـرٍ ألـفُ خـلٍ لعاقـل ٍوإن عـدوًا واحـدًا لكثـيـرُ

    نعم والله

    كل ما أتمنى أن أراك قريب يا خلود

    أشعر أنك تشبهيني 🙂

    رد
    • 5olood

       /  8 جانفي 2011

      : )
      إن كان من فرحةٍ هنا، فهي الفرحة بقولكِ أن ثمة شبه بيننا
      جمعنا الله في مجلسٍ تحفه الملائكة

      رد
  2. nooona

     /  26 جانفي 2011

    مشاعر راقية لا غير
    كم رآق لي حديثك !
    وما أجملها من صحبة حين تجد لهم فيك أثر خير
    وبصمة مضيئة في حياتك
    ندره هم من يزدان بتلك

    كثيرون هم الذين نلتقي بهم فيذهبون ..
    وقليلون هم الذين يحتكرون في ناصية القلب
    معزة واحتراماً و حباً
    ثقي أنكِ من القليلين
    ()
    جعلنا الله ممن تحابا فيه =)

    رد
  3. مدونة مرفأ الربيع

     /  11 فيفري 2011

    حقًا صدقتِ
    أشكركِ يانورة، وأنتِ كذلك من هؤلاء
    وَ اللهم آمين ()

    رد

أضف تعليق